في يومها العالميّ… متى تصبح الصحّة حقًّا للجميع؟

ضرورة تحقيق المساواة والعدل في النظام الصحّي بين كلّ بلدان العالم، بلا تمييز بين فقير أو غنيّ ضرورة تحقيق المساواة والعدل في النظام الصحّي بين كلّ بلدان العالم، بلا تمييز بين فقير أو غنيّ | مصدر الصورة: Madcat_Madlove/Shutterstock

يُصادف اليوم العالميّ للصحّة في 7 أبريل/نيسان من كلّ عام. وقد أنشئت منظّمة الصحّة العالميّة سنة 1948 لتعزيز الصحّة والحفاظ على سلامة العالم وخدمة الضعفاء، حتّى يتمكّن الجميع من بلوغ أعلى مستوى من الصحّة والرفاهية. في هذه المناسبة، يُطلّ عبر «آسي مينا» د. جورج نادر، وهو طبيب صحّة عامّة، ليُخبرنا عن أهمّية هذه الذكرى وسبل المحافظة على مستوى صحّة لائق.

يشرح نادر: «الصحّة العامّة هي العلم الهادف إلى منع الأمراض، ورفع الكفاية جسديًّا وعقليًّا لأفراد المجتمع بواسطة جهود جماعيّة. والغاية هي تربية شعب سليم الجسم والعقل، قويّ البنية، ومُحصَّن ضدّ المرض، عبر الوقاية منه قدر الممكن والعلاج منه وتخفيف أثره ومضاعفاته حتّى لا يُصاب الإنسان بعجز أو عاهة».

د. جورج نادر. مصدر الصورة: د. جورج نادر
د. جورج نادر. مصدر الصورة: د. جورج نادر

ويضيف: «تهتمّ خدمات الصحّة العامّة بالعناية بالطفل والفرد في شبابه ورجولته، وتسعى أيضًا إلى تنظيم القوانين التي تؤثّر في صحّة المجتمع وسلامة البيئة. أمّا أشهر تعاريف الصحّة بمفهومها الحديث، فهو ما أورده العالم وينسلو عام 1920، إذ قال إنّها علم وفنّ تحقيق الوقاية من الأمراض وإطالة العمر وترقية الصحّة والكفاية، ويتمّ ذلك بفضل منظمة المجتمع، من أجل سلامة البيئة ومكافحة الأمراض المعدية».

ويزيد: «يجب تعليم الفرد الحفاظ على الصحّة الشخصيّة، وتنظيم خدمات الطبّ والتمريض، بهدف العمل على التشخيص المبكر والوقاية من الأمراض، وتطوير الحياة الاجتماعيّة، ليتمكّن كلّ مواطن من الحصول على حقّه المشروع في الصحّة والحياة».

ويُخبر: «جاء شعار منظّمة الصحّة العامّة لعام 2024، بعنوان: "صحّتي حقّي". والواقع أنّ الصحّة العامّة أشمل من الصحّة الشخصيّة أو البيئة أو الطبّ الوقائيّ. وتؤدّي الصحّة العامّة دورًا مهمًّا في حماية مجتمعات بكاملها وتعزيزها والحفاظ عليها».

ويُكمل: «ترتبط واجبات الصحّة العامّة بكثير من القضايا الصحّية التي يعرفها الأفراد في حياتهم اليوميّة، كالحفاظ على ماء الشرب، وضمان سلامة الطعام في المطاعم وغيرها، وكذلك منع الإصابات المختلفة، والتحضير لحالات الطوارئ والكوارث، ومنع انتشار الأمراض».

ويقول نادر: «حُدِّد الاحتفال باليوم العالميّ للصحّة عام 1948، لكن احتُفِل به للمرّة الأولى في 7 أبريل/نيسان عام 1950 بهدف تسليط الضوء على قضايا صحّية مهمّة. وفي كلّ عام، كان يتمّ اختيار موضوع محدَّد للتحدّث عنه».

ويواصل حديثه: «بالإضافة إلى الأهداف التي أُقرّت عام 1948، وضِعَت أهداف ستّة أساسيّة ومهمّة، هي: الوقاية من الأمراض المزمنة، نشر الوعي حول الصحّة العالميّة، دعم الطاقم الطبّي، تقديم رعاية طويلة الأمد، تأمين تغطية صحّية شاملة، وتوفير الخدمات الصحّية بطريقة عادلة. وما زال هناك كثير من القضايا المدرجة في لائحة منظّمة الصحّة العامّة».

ويؤكّد: «لقد أحرِز تقدّم على مستوى صحّة الناس في السنوات الأخيرة. لكن على الرغم من ذلك، لا يزال عدم توفّر المساواة في مستويات الرعاية الصحّية قائمًا بين البلدان، إذ إنّ ثمّة فروقًا شاسعة في هذا الجانب بين الدول النامية والمتقدّمة. ففي الدول الفقيرة، نشهد انتشار عدد كبير من الأمراض وارتفاعًا هائلًا في الوفيات نتيجة غياب المتطلّبات الصحّية».

ويُتابع: «لنسلّط الضوء في هذه المناسبة على مظاهر انعدام المساواة والعدل في نظامنا الصحّي، إذ يجب اتّباع سياسة عادلة بين كلّ بلدان العالم، أي تأمين الظروف الحياتيّة والصحّية عينها، لفئات المجتمع كلّها، من دون تمييز بين فقير أو غنيّ».

ويختم نادر: «يبقى الشكر الأكبر لجميع العاملات والعاملين في مجال الرعاية الصحّية، فهم مصدر فخر وإلهام لنا».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته